فيفبرو تتهم الفيفا بالاستغلال وإهمال صحة اللاعبين في كأس العالم للأندية

وجه الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) اتهامات حادة اللهجة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورئيسه جياني إنفانتينو، معربًا عن استيائه العميق إزاء القرارات الأحادية التي اتخذها الفيفا بشأن تنظيم بطولة كأس العالم للأندية، والتي جرت دون أي حوار أو اعتبار لمصالح اللاعبين.
وأفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن البطولة المكونة من 32 فريقًا، والتي أثارت جدلاً واسعًا، قد انتهت فعالياتها يوم الأحد الماضي بتتويج نادي تشيلسي الإنجليزي على حساب باريس سان جيرمان الفرنسي، بطل أوروبا، بنتيجة 3 ـ 0 في المباراة النهائية التي شهدت حضورًا جماهيريًا غفيرًا.
وفي الوقت الذي أشاد فيه إنفانتينو بالنجاح الباهر للبطولة التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية، تصاعدت المخاوف بشأن صحة وسلامة اللاعبين، خاصة مع إقامة بعض المباريات في ظروف مناخية قاسية ودرجات حرارة لاهبة، بالإضافة إلى ضيق المدة الزمنية المتاحة للأندية للاستعداد للموسم الجديد، مما يهدد مستوياتهم البدنية والفنية.
وكشفت مصادر مطلعة أن "فيفا" قد حقق أرباحًا طائلة من كأس العالم للأندية 2025، بلغت نحو 2.1 مليار دولار أمريكي على مدار 63 مباراة، أي بمعدل أرباح يقارب 33 مليون دولار أمريكي للمباراة الواحدة، وهو ما أثار حفيظة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين.
وفي سياق متصل، صرح سيرجيو ماركي، رئيس (فيفبرو)، بأن الاتحاد الدولي (فيفا) يولي اهتمامًا بالغًا لزيادة الإيرادات والأرباح الناتجة عن البطولة على حساب صحة اللاعبين وسلامتهم، محذرًا من مغبة تكرار إقامة المباريات في درجات حرارة مرتفعة خلال بطولة كأس العالم المقبلة التي ستستضيفها أمريكا وكندا والمكسيك، لما في ذلك من مخاطر جسيمة على صحة اللاعبين.
وأكد ماركي في بيان رسمي: "على الرغم من أن كأس العالم للأندية قد أثارت حماسة واهتمام شريحة واسعة من الجماهير، وشهدت مشاركة نخبة من أبرز نجوم كرة القدم العالميين، إلا أن (فيفبرو) يرى ضرورة الإشارة بوضوح إلى أن هذه البطولة قد كشفت عن فجوة عميقة تفصل بين واقع اللاعبين وظروفهم المعيشية وبين طموحات الفيفا وأهدافه الربحية".
وأضاف: "ما قدم على أنه احتفال كروي عالمي لم يكن سوى سراب ووهم صنعه (فيفا) ورئيسه، دون أدنى حوار أو مراعاة أو احترام للجهود المضنية التي يبذلها اللاعبون من أجل الارتقاء بمستوى هذه الرياضة وتعزيز شعبيتها".
وأوضح ماركي: "إن غالبية اللاعبين حول العالم لا يحصلون على رواتبهم كاملة، ويضطرون للعب لعدة أشهر في العام في ظل ظروف غير مستقرة تفتقر إلى الرعاية الطبية الكافية وظروف العمل اللائقة، وهو أمر تجاهله (فيفا) تمامًا، مفضلاً التركيز على تحقيق المزيد من العائدات والأرباح على حساب صحة اللاعبين وسلامتهم".
واختتم ماركي تصريحاته قائلاً: "لقد أقيمت البطولة في ظروف غير مقبولة على الإطلاق، حيث جرت المباريات في ظل درجات حرارة مرتفعة للغاية، مما عرض سلامة اللاعبين للخطر الشديد، وهذا الأمر لا يستدعي الإدانة فحسب، بل يستوجب التحذير منه بشدة، ولا يمكن السماح بتكرار مثل هذه الممارسات تحت أي ظرف من الظروف في بطولة كأس العالم التي ستقام العام المقبل".
وفي سياق متصل، علمت وكالة (بي أيه ميديا) أن (فيفبرو) قد تغيب عن الاجتماع الذي عقده "فيفا" يوم السبت الماضي لمناقشة قضايا سلامة اللاعبين، والذي تم خلاله الاتفاق على منح اللاعبين فترة راحة لا تقل عن 3 أسابيع بعد نهاية الموسم، وهو ما يعكس استياء الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين من تجاهل الفيفا لمطالبهم ومقترحاتهم.